رواية الست pdf – سمر نور
بدأ الشغف بالألوان غريبًا، وساحرًا. لم أكن أعلم أنه سيتحول إلى سلاح في يدي وأنا أواجه الوحش، حاله شأن صوت أم كلثوم الذي تسلل إلى بيتي الجديد خلسة، من مُجدية غرفة الغفو. كنت أهرب من عيني الوحش وألصق عيني في شاشة اللاب توب، حين باغتني صوتها وهي تجلجل في السكون: الله محبة، الخير محبة، النور محبة، يا الله! كيف لم أكن أنصت إلى ذلك الصوت من قبل؟!
كانت تحدث تلاوتها فتلين عيناه الذهبيتان. يتوه توحشهما في شك ما، نعم كان شكًّا، هذا الذي دفعه للهروب. لم يخف الوحش. لم يحترق كشياطين الممارسات السينمائية، إنه ليس إلا تشكك في إستطاعته على محاصرتي. هرب من سكينتي المفاجأة، من غياب التحدي في عيني الهاربتان فوق شاشة اللاب توب. شك في كوني عدوًا أتوماتيكًا، لكنه أيضًا، لم يتأكد من كوني صديقًا.
لم أهزم الوحش ولم يهزمني، حتى هذه اللحظة لم يأتي ذلك إلا أننا روضنا بعضنا القلة. لا يمكنني القول إنني كنت أعلم هذا حين باغتني وبلاغته صوت “الست” لأول مرة. كنت أتصور آنذاك أنني هزمته، ومع كل ليلة يتسلل فيها الصوت المتمكن ويهرب أمامه الوحش كنت أتوهم أنني وجدت تعويذتي، وأنه غادرني بدون عودة.”
في رواية “الست” تواجه الكاتبة الواقع متسلحة بالخيال، بواسطة امرأة تستقل في بيت لأول مرة في وجودها في الكوكب لتجد نفسها وجهًا لوجه مع مخاوفها، تذهب إلى كهف الوحش لمواجهته وترويضه بجرأة، ومن خلال هذه المحفل تعاين الأحاسيس المكتومة عن كثب: البدن في مصراته وخوفه، الحواس في تداخلاتها، الحب في لعبته المراوغة، البهجات الصغيرة، والتفاصيل اليومية، كذلك الرابطة مع الكون: النجوم، البحر، السماء، الألوان، الفنون في تشابكات بين الموسيقى واللوحة بين الشاشة والكلمة، عاصمتها تتحد في نطاق جدران البيت، وفي قلب الست.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع عرب الكتب
الاتصال بنا في حالة إذا كان هناك رابط لا يعمل اضغط هنا
لمناقشة الكتاب فى جروب عرب الكتب اضغط هنا
